ِِ مجالس العقيلات في الوطن العربي
نبي نسير وجبة الظهر لعقيل ………. يما سعد والا نصبنا السناني
دقاقة البن الحمر خالطه هيل……….. تلقى الرغيف مطرق بالصواني
اللي يخوضون الفيافي على الحيل……كم ديرة هاموا عسيره وهاني
خصص العقيلات مجالس لهم تبدأ من حيث إنتهاء وقت البيع والشراء يومياً أو أسبوعياً ينجاذبون فيه اطراف الحديث ويتذاكرون فيه أخبار البيع وبعض الأخبار التي تأتيهم عن الأهل والبلاد , علماً أنهم لا يرغبون الجلوس في المقاهي والأسواق العامة .
فيخصصون بعد صلاة الظهر والمغرب لمجالسهم لدى أمراءهم أو بيوت أحد التجار أو وكلائهم من المقيمين ويتناول حديثهم المحاور الآتية :
– الصفقات التي تم إبرامها.
– – الأسعار .. هل هي مشجعة أم يتطلب السوق التريث وعدم عرض السلع في الأيام القريبة .
– -احتياج السوق حاضراً ومستقبلاً.
– مصادر تمويل الأسواق المستقبلية .
– أخبار بريدة ومعرفة القادمين والمسافرين إليها.
– التأكد من أن رجال العقيلات بخير وتقديم الواجب للمحتاجين
(كتاب عقيلات بريدة )
(موقع العقيلات http://aloqilat.com/)
يا دار وين موردين المواريد هل بريدة غربوا هالزماني
ربعي فلا جتهم على الفطر الشيب **************
قطاعة الدو والمضامي على الحيل كم ديرة هاموا عسيره وهامي
صبابة البن الحمر بالفناجيل تلقى الرغيف مطرق بالصياني
أما كن إقامة العقيلات
اشتهرت بعض المواقع بأنها مراكز تجمع العقيلات وفيما يلي ذكر بعضها:
1- القصيم بريدة (ألجرده) تقع في الجهة الشرقية الجنوبية من القصر وهذا السوق يضم عدة أسواق في آن واحد وسوق الإبل بالدرجة الأولى وللعقيلات الجهة الشرقية من ألجرده يجتمعون ويتجاذبون الحديث عن العقيلات
جردة بريدة كان يتوافد عليها التجار والباعه من انحاء نجد للبيع والشراء فيها وكما ذكر الرحالة امين الريحاني ( كانت بريدة مركز للتجارة وملتقى تتوافد عليها الباعه من جميع القبائل للبيع والشراء فيها)
2 – الكويت
وسوق الكويت كبير ويتوفر فيه جميع السلع
احد بوبات الكويت
3-سوريا:
دمشق – ضاحية الميدان -حوران – الغوطة – دير الزور – حمص ، حماه ، حلب
قال الشاعر العوني
الى سرتها عشر وخمس مغرب …….. مرواحك (الميدان)منها تمالها
الى جيت سوق العصر تقابلك غلمه……تخثع بزينات (البريسم)نعالها
الميدان بالشام
قام الاستاذ عبد اللطيف بن صالح الوهيبي بزيارة الشيخ حسن بن حسين كرداسي بسوريا مدينة دمشق احد الرجال الزين كانوا يشترون من العقيلات الابل هو ووالده ويثني على نزاهة وأمانة وصدق وشهامة ومروئةورجولة العقيلات ووقوفهم مع بعضهم البعض
4-فلسطين :
القدس – نابلس ، يافا،اللد , غزة, وغزة تجمع العقيلات وسوق كبير تتفرع منها أسواق كثيره وفيها عددكبير من العقيلات ووكلاء للتجار في عمان ودمشق ومصر ويبدى سوق غزة يوم الخميس والجمعة دير البلح يوم السبت خان يونس يوم الاحد بئر السبع يوم الاثنين والثلاثاء .
وسوق السبع من الاسواق الكبيره في جنوب فلسطين وفيه تجمعات للعقيلات يقول احد الشعراء وقد جاء العيد وهو في بئر السبع ولم يصرف الابلك:
كل معيد ومستأنس * *** وأنا بسوق السبع عيدي
الابل ممهونة الخامس ** ** أسوقه وأقعدت بيدي
وجهاء ومشائخ بئر السبع بفلسطين ورجلان من العقيلات
من الأسواق الذي يردها رجال العقيلات سوق بئر السبع بفلسطين
جمع وأعداد الاستاذ عبداللطيف الوهيبي
مدينة اللد الذي كان العقيلات يتاجرون فيها
رجال العقيلات في السوق بالقدس بالبوابه الغربية من القدس مع اخوانهم الفلسطينيين
5-الأردن :
عمان- الزرقاء ، أربد، الرمثه، البلقاء ، الكرك ، معان ، العقبة . رأس العين
سوق عمان:
يشبه سوق الإبل في بريدة في وقت قريب فقد كان يضج بأصحاب الإبل من بادية الأردن وغيرها وكان تجار بريدة يعتبرون كبار التجار وعددهم كبير أذكر منهم علي الرميح وناصر أبو حميدة ومحمد الشماسي يحيى بن عبدالرحمن الشريدة وإخوانه ابراهيم ومنصور ومحمد وفهد وموسى وعبدالله وراشد وصالح المطوع وعياله سليمان وحمد وابراهيم سليمان الجربوع واخوانه صالح وعبدالله وسليمان الهداية وأخيه عيسى ومحمد الرجيعي وغيرهم كثير.
ويعتبر سوق عمان كبير جدا في ذلك الوقت ومنه ينطلقون تجار العقيلات.
(صويلح) بلده في الاردن وتنسب هذه البلده الى رجل من العقيلات صالح الرميان من بريدة هو الذي انشاء هذه البلده عام 1240
رأس العين مارد للأبل وكان العقيلات يتجمعون فيها ويكون هناك بيع وشراء
وادي رم Wadi Rum في جنوب الاردن كان العقيلات يمرون به متجهين الى فلسطين ومصر ويضهر في الصوره عبداللطيف الوهيبي في النص ورعد يمين وابو خالد يسار
6-مصر:
بلبيس ، الزقازيق ،المطرية ،المرج ، حلمية الزيتون ، الصالحية ،أبوحماد ، أبوكبير ، كفر نصار، امبابة الإسكندرية ، القاهرة .
سوق امبابة ويضهر في الصورة الشيخ محمد ابن العقيلي عبدالعزيز الحميدان الوهيبي
كرداسه ,الجيزه
قال احد العقيلات بالناقة الذي باعها:
ياونتي ونة الفاطر**** اللي ببلبيس مجلوبه
ما لومها دمعها قاطر **** يوم الجزازير صكوابه
العكرتة موسهم شاطر**** يا سرعهم يوم قالوابه
حنت وحن الهوى العاطر **** من ضامر دك بجنوبه
ياليت ما ثارت الخاطر **** ليت الجلاليب عيوابه
اسواق الابل في مصركبيره ومتعدده فهذه الاسواق تضج بأصحاب الابل من مصر وغيرها وحان تجاربريدة يعتبرون كبار التجار ونذكر منهم الحليسي ، البراك ، أبوبطين ، الوهيبي ولهم أحواش كبيرة وتتميز صفقاتهم التجارية بأنهم فقات كبيرة ، وبعض العقيلات لهم تجارة مع جماعتهم ومنهم ، الغفيص ، الجربوع ، السلطان ، النجيدي
سوق امبابه من الاسواق الكبرى التي يتجمع فيه العقيلات وكبارهم الذين استوطنوا مصر لتجارة الابل والخيل يقول احد الشعراء عندما سمع صوت القطار ولم يأتيه أخبار عن أهله:
حن قلبي حن بابور الحديدي …… … من محطة مصر لين اسكندرية
الحليسي تاجرقوة حديدي ………. . أتمنى مره يامر عليه
ضاق صدري يوم شفت البريدي …. ما معه لي ما يهون عليه
أسمع الأخبار لو هي من بعيدي … في خطوط ليتها تقرأ عليه
سوق المطريه من الاسواق الكبيره في مصر قال الشاعرالعقيلي صالح محمد الوهيبي وأرسلها مع صالح الرميان الى جماعته ببريدة بعد حنينة على بلده وهو جالس مع العقيلات في السوق :
لوا على من شاف قصر العقيلات …….. وعدة رشيد ولابة دوسريه
وشاف العمى وهاك الجماعات ……… ومحمد الصالح عزيز عليه
يقصد اللسيب في بريده الذي يسكن فيه اهله واهل زوجته الحمود امير اللسيب
مصدرها عن قريبه : صالح الرميان (العمى ) هو الرميان في قرية اللسيب
سوق الجيزه من الاسواق الكبيرة في مصر قال الشاعرالعقيلي صالح محمد الوهيبي وهوجالس مع العقيلات في السوق كان يدين الجزارين في الجيزة وقال :
الرابح الي ما سكن بالدقي ………… ولا يعرف أسواق بر الجيزة
ولأ قال للجزار عطن حقي ………… يعطيك عن خمس الجنيهات بريزة
عن ابن عمه : عبدالله الفهد الوهيبي
صوب عقيل – مكان مشهور في بغداد . وهو الجانب الشرقي من نهر الفرات فكان لهم وحدهم ولذلك سماه العراقيون(صوب عقيل) أي جهة عقيل وأصبح الآن جزءا من بغداد
الزبير – قرب مسجد الرواف
البصرة – قهوة النجاد
جسر المسيب
الخميسية إمارة أقامها العقيلات في جنوب العراق
وسوف نتحدث عن إمارة أقامها العقيلات في جنوب العراق تسمى الخميسية في منطقة الأهوار وعلى بعد سبعة عشر كيلومترا جنوب غربي مدينة سوق الشيوخ أسسها ” عبد الله بن صالح بن محمد الخميس التميمي ” وسماها نسبة لاسم عائلته، وهو رجلٌ من نجد، هاجر من قريته القصيعة التابعة لمدينة بريدة , إلى قرية شيرون في منطقة المنتفك حيث كان مع جماعة فاضلة من العقيلات يزاولون التجارة في حماية الشيخ فالح السعدون شيخ قبائل المنتفق الذي رحب بهم وأكرمهم وكان للشيخ فالح السعدون كلمة نافذة في بلاد المنتفق وما جاورها ولكن ساءت أمور الشيخ فالح السعدون بعد ان تغيرت علاقته بالعثمانيين فضُيّق عليه الأمر لفترة محدودة، ونظراً لما يتمتع به الشيخ عبدالله الخميس من قوة شخصية وبعد نظر فقد قرر أن يحط في عام 1303هـ، 1881م لجماعته العقيلات مدينة خاصة بهم على حافة البادية النجدية على حدود العراق وفي منطقة كانت وما جاورها مهد الحضارة السومرية وفي سنةٍ حدث فيها فيضان عظيم لنهر الفرات حاصر مدينة سوق الشيوخ وقطع اتصالاتها من جهة البر فانقلبت عنها القوافل التجارية الآتية من بادية العراق وجزيرة العرب، واختار لمدينته موقعاً مرتفعاً تحيط به الأهوار، التي تأخذ مياهها من نهر الفرات، من ثلاث جهات عدا الجهة الغربية فتتصل بالبر الموصّل إلى الجزيرة العربية حيث تنحدر الأرض بعض الشيء ويتوغل هذا الانحدار بعيدا إلى بوادي جزيرة العرب وقلبها نجد.
اكتسبت الخميسية أهميتها حينذاك من كونها محطة للقوافل القادمة من الجزيرة العربية وبادية العراق وسوقا واسعة لعرض البضائع ومقايضتها حيث تقوم قبائل عنزة وشمر والعجمان والظفير ومطير وغيرها من قبائل الجزيرة العربية وبادية العراق بجلب الجمال والخيول والبضائع مثل السمن والصوف والوبر والجلود وتتم مقايضتها بالرز والقمح والشعير والذرة والتمور المنتجة في منطقة الأهوار المحيطة بالخميسية، وكذلك الملابس والأقمشة.
وهكذا أصبحت هذه الإمارة مقاما صالحا لكثير من العقيلات وبعض أبناء بادية العراق والجزيرة العربية ومع مرور الأيام اتسع نطاقها وشاع اسمها وذاع صيتها وأصبح عليها إقبال شديد من كل الأصقاع والأقطار نظراً لدورها الاقتصادي واستتباب الأمن بها. لذلك أرسلت الحكومة البريطانية حين احتلالها جنوب العراق في عام 1333هـ، 1915م الكابتن كول سميث كمندوب لها في الخميسية ثم تحسنت علاقة بريطانيا بعشائر المنتفك فأرسلت الميجر ديكسن كحاكم سياسي لعموم لواء المنتفك والذي أصبح بعد ذلك في بداية الثلاثينيات من القرن الميلادي الماضي مندوبًا ساميًا في إمارة الكويت حين علمت بريطانيا بوجود نفط فيها.
وقد ذكر الصحفي سليمان الدخيل الذي أسس وأصدر جريدة الرياض في بغداد في بداية القرن الميلادي الماضي عند زيارته الخميسية في مقالة له في مجلة لغة العرب الصادرة في عام 1330، 1912م أن عدد سكان الخميسية حوالي خمسة آلاف نسمة جلهم من العقيلات.
ويسكن العقيلات في الجزء الغربي من المدينة بينما يسكن صيادو الأسماك وأصحاب السفن الصغيرة في بيوت تسمى ” صرائف ” من البردي وسعف النخيل في الجانب الشرقي من المدينة على الهور المطل على الخميسية ويسمى ” الشِريعة ” وكانت حينذاك السفن هي وسيلة النقل الوحيدة بين الخميسية ومناطق الأهوار المحيطة بها ومن أشهر من سكن الخميسية الشاعر المعروف محمد عبد الله العوني.
كان تواصل الشيخ عبدالله الخميس وأبنائه قوياً مع جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود وهذا ما توثقه الرسالة أدناه المؤرخة في 6/صفر/1341هـ من الملك عبدالعزيز إلى الشيخ حمد بن عبدالله الخميس يحثه فيها على أخذ حق سعيد البعير من ناصر بن خزيم وهم جميعاً من رعايا المملكة:
كما كان للشيخ حمد بن عبدالله الخميس صلات قوية مع الشيخ/أحمد الجابر الصباح أمير الكويت حينذاك وهذا ما توثقه الرسالة المؤرخة في شوال 1333هـ والمرسلة من الشيخ/أحمد الجابر الصباح إلى الشيخ حمد بن عبدالله الخميس يذكر فيها أنه استلم خطابه المرسل مع الابن صالح الخميس الذي مرََّ في الكويت في طريقه إلى زيارة الإمام عبدالعزيز آل سعود في الرياض.
معلومات عن مدينة الخميسية : يتوسط مدينة الخميسية قصر الخميس الذي بني في عام 1303هـ – 1881م ، ببابه الخشبي الضخم يليه دهليز طويل يوصلك إلى باحة فسيحة محاطة بليوان في جهاتها الشرقية والجنوبية والغربية وتوجد في الجهة الغربية من الليوان حجرة كبيرة تسمى مجلس الشيخ يستقبل فيها مواطنيه ويحل مشكلاتهم اليومية وبجانبها من الجنوب حجرة الطعام، ويوجد على يسار الباحة حجرة مظلمة تسمى “التيسية” وهي سجن الإمارة أخذت اسمها من مشاغب أوقف فيها نسب إلى فخذ التيوس من عشيرة الجوارين فغدى اسمها التيسية وكان مجرد ذكر اسمها كافياً للحد ممن يريد بالأمن خللاً، كما يوجد في الجهة الشرقية من الليوان حجرة مزينة بنقوش ويعد ذلك مجلساً إفرنجياً يستخدم لاستقبال خاصة الضيوف وتسمى هذه الحجرة “المربعة” وتوجد خلف المربعة ومن جهتها الشرقية حجرات عديدة لنوم وإقامة الضيوف.
وفي الجهة الشرقية من الليوان في شمال المربعة سلالم تأخذك إلى الطابق الثاني من القصر والذي يحتل نصفه مجلس كبير وفيه جزء يطلق عليه “المختصر” أمامه شرفة خشبية محفور عليها نقوش وزخارف، وفي أعلاها برج حديدي تعلوه سارية عليها مروحة يحركها الريح فتشّغل مولداً صغيراً يشحن بطارية يعمل عليها مذياع كبير وهو المذياع الوحيد في تلك الأصقاع حينذاك وصلها من الهند مع أحد العقيلات ممن كانوا يتاجرون بالخيول هناك وهكذا يسمع الخميس أخبار العالم وُينقل عنهم ما سمعوه إلى القرى والبوادي المحيطة.
وقد ذكرت كريتيد بل سكرتيرة المندوب السامي البريطاني في بغداد لشؤون الشرق في مذكراتها أنها استمعت إلى أخبار لندن باللغة العربية في عام 1334هـ، 1916م من هذا المذياع في جلسة في المختصر مع الشيخ حمود ابن سويط شيخ قبيلة الظفير الذي كان في زيارة إمارة الخميسية حينئذ وكذلك الجنرال تدزويل قائد القوات البريطانية في المنطقة .
كما عرف أهل الخميسية بوفاة الملك غازي بن فيصل الأول ملك العراق في عام 1358هـ، 1939م بواسطة هذا المذياع وانتقل الخبر بعد ذلك إلى سوق الشيوخ والأصقاع المجاورة.
وكان المذياع حينئذ هو الصلة اليومية الوحيدة التي تربطهم ببلدهم الأصلي حيث يبدؤون الصيام بعد أن يعلموا أن الصيام قد بدأ فيها ويحتفلون بأعيادهم اعتمادا على رؤية الهلال في بلدهم الأصلي.
وبجنوب ذلك القصر العتيد بيت كبير للحُرُم وعلى مقربة منه بيت للعبيد والخدم وفي شرقه توجد إسطبلات الخيول.
وعبر شارع امتاز عن بقية شوارع المدينة باستقامته يوجد جامع الخميسية الشهير بمئذنته الشامخة… والتي يزيدها روعة وخيالا ميلان ظاهر نحو الغرب حيث أصبحت مع قصر الخميس أحد المآثر المعروفة في جنوب العراق حينذاك .
وقد بنى هذا الجامع الشيخ فالح السعدون شيخ قبائل المنتفك في عام 1305هـ، 1883م وتم إنشاء مدرسة تدُرس بها مبادئ العلوم الدينية على مذهب الشيخ أحمد بن حنبل وجُلب الشيخ علي العرفج من أحد البيوت الكريمة من منطقة القصيم للتدريس والإفتاء وأقام الشيخ هناك حتى توفاه الله في عام 1328هـ، 1910م، فحضر شيخ آخر من القصيم هو الشيخ إبراهيم الجاسر قاضي بريدة حينذاك ليقوم بوظيفة الإفتاء والتدريس واستمر الشيخ في عمله حتى توفاه الله، فحضر بعده الشيخ بن سويلم من القصيم للقيام بمهمة الإفتاء والتدريس أيضاً.
أما أول مؤذن في جامع الخميسية فهو الشيخ ناصر الزويّد وآخر مؤذن الشيخ سليمان المسفر الذي كان يعتلي المنارة على سلم حلزوني صعب خمس مرات يومياً بالرغم من كونه كفيفا.
يحيط بمدينة الخميسية سور كبير تُفتح بوابته أثناء النهار وتغلق في الليل .
كما يوجد في وسط المدينة “الصفاة” أي سوق المدينة وبالقرب منه وفي جهته الجنوبية يوجد ما يسمى “الِسيف” حيث يتم تجميع الحبوب القادمة من مناطق الأهوار لغرض بيعها كما توجد بعض البساتين في جهتها الشمالية الغربية وجهتها الجنوبية الغربية وتسقى هذه البساتين من نهر الفرات. ويوجد أيضاً في أقصى جهتها الشمالية الغربية غابة من الأثل تسمى أثل الرميان. كما يوجد في شمال المدينة ما يسمى “دوغ” لإنتاج الطابوق المستخدم في البناء وتوجد مجموعة من الممالح لإنتاج كمية كبيرة من الملح في الجهة الغربية.
ولقد تم إنشاء أول مدرسة ابتدائية في الخميسية عام 1345هـ، 1927م حيث تم استئجار منزل الشيخ/ عبدالله تركي الخميس الذي يقع في شرق المدينة بالقرب من السِيف لهذا الغرض بعد ذلك ثم بناء مبنى حديث للمدرسة في غرب المدينة حيث انتقلت المدرسة إليه في عام 1376هـ، 1957م.
أما من ناحية الرعاية الصحية فقد افتتح أول مستوصف صحي في عام 1362هـ، 1944م.
وعلى بعد عدة كيلو مترات من الخميسية توجد مدينة تُعد توأماً للخميسية هي مدينة سوق الشيوخ التي أسسها في عام 1175هـ، 1761م شيخ عشائر المنتفك الشيخ ثويني بن محمد السعدون. والسعدون عائلة عربية عريقة من أشراف مكة هاجروا إلى جنوب العراق منذ ثلاثة قرون او أكثر وهم على المذهب المالكي، وأصبحت لهم الزعامة على جمهرة القبائل المتحدة المسماة عشائر المنتفك، وكان لهذه العائلة الكريمة دور كبير ومهم في تاريخ العراق الحديث، وكان صاحب المعالي عبد المحسن السعدون رئيساً لوزراء العراق في عام 1341هـ، 1923م في بداية تكوين الدولة العراقية الحديثة. وكانت علاقة عشائر المنتفك مع إمارة الخميسية على أحسن ما تكون.
ويوجد كثير من أهل نجد ممن استقر في مدينة سوق الشيوخ العريقة المجاورة للخميسية وتوجد منطقة في هذه المدينة تسمى منطقة “النجادة” ومازالت تحمل هذا الاسم حتى الآن. وعلى رأس من سكن من أهل نجد في هذه المدينة عائلة أبا الخيل، حيث من المعروف أن اسرة أبا الخيل تولت أمارة مدينة بريدة سابقاً، كما أن الشاعر الكويتي المعروف محمد الفايز قد وُلد هناك. وكانت العلاقة بين أهل نجد في سوق الشيوخ وإمارة الخميسية علاقة تواصل وتعاون وتحالف ويشارك بعضهم بعضًا الأفراح والأتراح. ومن العوائل النجدية التي سكنت الخميسية وســــوق الشــــيوخ على ســــبيل الذكر لا الحصر:
أبا الخيل، التويجري، البسام، العنقري، العثيم، الزمام، البسي، الحصان، المسفر، الربيش، العميريني، المزيرعي، الطرباق، الهذلول، الحميضي، العوني، الشملان، الرميان، الصنِات، الصلال، العضاض، السعيد المنفوحي، السويلم، الخضير، الدليقان، أباحسين، المعيض، السويد، الفايز، العثمان، السيف، الدهيم، السعيد، الفهد، النفيسي، العرفج، الجاسر، الضبيعي، العماري، السريع، العياف، الحصين، النامي، النافع، الجطيلي، الدايل، المزيني، المحارب، الحربي، السبيعي، البقعاوي، البصري، السريهيد، المرداس و عوائل أخرى.
وقد استمرت إمارة الشيخ عبد الله الخميس حتى وفاته عام 1326هـ، 1908م فخلفه ابنه الشيخ حمد الخميس الذي ولد في بلدة القصيعقة عام 1352هـ، 1870م وبقي لدى أخواله حتى بلغ سنه 12 عاما فالتحق بأبيه في الخميسية واستمر حمد الخميس في الحكم حتى وفاته عام 1363هـ، 1945م فخلفه أخوه الشيخ أحمد الخميس والذي توفي في عام 1375هـ، 1956م.
وقد تراجعت الخميسية في نهاية الأربعينيات من القرن الميلادي الماضي وذلك بسبب تقلص دورها في كونها محطة للقوافل القادمة من الجزيرة العربية وبادية العراق بعد التوسع في استخدام الموانئ في الخليج العربي لجلب البضائع وتصدير المنتجات بعد ظهور الزيت في المملكة والكويت والعراق.
ورب سائل عن الخميسية ماذا حدث لها الآن فنقول إنها مازالت موجودة حتى الآن وتحمل الاسم نفسه ولكنها تحولت إلى قرية عراقية بعد أن هجرها كل النجديين من أهلها.
جمع وأعداد مؤسس الموقع الاستاذ عبداللطيف الوهيبي
المراجع
ـــــــــــــــــــــ
(1) عبد الله المحارب، الخميسية.. لؤلؤة البرية، جريدة الشرق الأوسط، عدد الجمعة، رقم 7080، وتاريخ 10/12/1418هـ الموافق 17/4/1998م.
(2) المستشرق البريطاني الدكتور: بروس أنغام، كتاب قبيلة الظفير، ترجمة عطية الظفيري، 1415هـ/1995م.
(3) عبدالكريم محمد علي، تاريخ مدينة سوق الشيوخ.
(4) جاسم عاصي، الخميسية، مدينة مهجورة، مجلة التراث الشعبي بغداد، العدد السادس، السنة 6/6.
(5) مذكرات: كريتيد بل.
(6) سليمان الصالح الدخيل، سوق الشيوخ، مجلة لغة العرب، م2، ج6.
(7) سليمان صالح الدخيل، الخميسية لؤلؤة البرية، مجلة لغة العرب، م1، ج1.